رسائل مانديلا من السجن

فى كتاب جديد كشف نيلسون مانديلا عن أنه لم يكن يريد أن يصبح رئيسا لجنوب أفريقيا وكان يفضل أن يصبح شخص أكثر شبابا أول حاكم أسود للبلاد.

ويقول مانديلا فى كتاب بعنوان «حوارات مع نفسى» الذى صدر أمس إنه لم يقبل الرئاسة إلا بعد أن تعرض لضغوط من كبار قادة حزب المؤتمر الوطنى الافريقى.

وقال مانديلا «تنصيبى كأول رئيس منتخب ديمقراطيا لجمهورية جنوب أفريقيا فرض على ضد رغبتى».

ويحتوى الكتاب ــ الذى أعدته مؤسسة نيلسون مانديلا اسنتادا إلى رسائل شخصية ومقابلات مع مانديلا وتتمة لم تنشر لسيرته الذاتية ــ على مقدمة كتبها الرئيس الأمريكى باراك أوباما.

وقال مانديلا (92 عاما) إنه كان يفضل خدمة دولة جنوب افريقيا الجديدة دون تولى أى منصب فى حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى أو الحكومة.

وغير مانديلا رأيه بعد أن تعرض لضغوط من أحد قادة حزب المؤتمر الوطنى لكنه أكد انه سيبقى فى المنصب لفترة واحدة تستمر خمس سنوات.
ووضع اطلاق سراح مانديلا فى 11 فبراير 1990 بعد 27 عاما قضاها فى سجون نظام العزل العنصرى (ابارتيد) البلاد على الطريق إلى الديمقراطية التى بلغت ذروتها فى انتخابات تاريخية فى 1994 وتنصيبه أول رئيس أسود للبلاد.
وشكلت المصالحة بين السود والبيض حجر الزاوية فى فترة رئاسة مانديلا التى انتهت فى مايو 1999. لكن موضوعا مهما فى الكتاب كان قلقه بشأن آثار سجنه على أسرته.

ويعرض مانديلا معاناته واحباطه فى رسالة إلى زوجته السابقة وينى ماديكيزيلا مانديلا التى نفيت إلى بلدة نائية وتعرضت لمضايقات من شرطة نظام العزل العنصرى.

ويقول مانديلا «أشعر أننى غارق فى المرارة.. كل جزء منى.. لحمى ومجرى دمى وعظامى وروحى.. أشعر بالمرارة لاننى عاجز تماما عن مساعدتك فى هذه المحن الصعبة والرهيبة التى تمرين بها».

ويكتب مانديلا أيضا عن عدم تمكنه من حضور جنازة والدته وجنازة ابنه الذى توفى فى حادث سيارة فى 1969.
وفى مقدمة الكتاب قال أوباما «بتقديمه لنا هذه الصورة الكاملة يذكرنا نيلسون مانديلا بأنه لم يكن رجلا مثاليا. بل كان له أخطاؤه مثلنا جميعا. لكن تلك العيوب تحديدا هى التى يجب أن تلهم كل واحد منا».